Post Top Ad

Search This Blog

Total Pageviews

Wednesday, June 14, 2017

June 14, 2017

معاهدة سيفر 10/8/1920م:وعلاقتها بالاكراد

معاهدة سيفر 10/8/1920م:

al k w[1]
معاهدة سيفر 10/8/1920م:
في العاشر من شهر آب عام 1920م أبرمت الدول المتحالفة معاهدة “سيفر”[1] في  باريس. وقد استطاع الرجل النابه الألمعي شريف باشا بذكائه وكياسته وحسن تدبيره أن يضيف إلى مضمون المعاهدة ثلاثة بنود تتعلق بالشأن الكردي وقضيته القومية والوطنية . فحاولت الحكومة العثمانية إحباط هذه القرارات بكل ما أوتيت من قوة، وأرادت أن تعتبر المسألة شأناً داخلياً لا علاقة للآخرين بها.. ولكن دعوة شريف باشا كانت قد لقيت آذاناً صاغية ووضعت موضع القبول فباءت المحاولات التركية بالخذلان.
وبالتوقيع على هذه المعاهدة، ومن ثم تقسيم مناطق النفوذ بين الدول الكبرى بريطانيا وفرنسا وإيطاليا، تم رسم الخطوط العريضة لمعاهدة الصلح مع تركيا، وصياغة الاتفاقية الأخيرة من سلسلة اتفاقيات مؤتمر السلام والتي تعرف بـ (منظومة فرساي 1919-1920) وهي معاهدة سيفر.
وقد أعدت هذه المعاهدة خمس لجان متفرعة عن مؤتمر باريس وتألفت من 13 باباً و433 بنداً، وقد أخذت القضية الكوردية مكاناً هاماً في هذه المعاهدة إذ خصص القسم  الثالث من الباب الثالث من المعاهدة لمعالجة المسألة الكردية، وحمل عنوان (كردستان) وتألف من البنود /62-63-64/ التي هدفت لإنشاء دولة كردية مستقلة في تركيا، كما يمكن أن ينضم إليها كرد كوردستان العراق (ولاية الموصل) إذا أرادوا ذلك.
أما الباب السادس فقد خصص للقضية الأرمنية وتألف من البنود /88-89-90-91-92-93/، وقد أكد البند /88/ على استقلال جمهورية أرمينيا وتضمن: (تعترف تركيا، وفقاً للإجراء الذي اتخذته الدول الحليفة، بأرمينيا دولة حرة مستقلة)، وتطرقت البنود من 89-922 المعاهدة إلى آلية رسم حدود  الدولة الأرمنية، استناداً إلى توصيات اللجنة أرسلها الرئيس الأمريكي ويلسون برئاسة جيمس هاربورد لدرس المسألة الأرمنية، والتي زارت آسيا الصغرى، وبعض المناطق الكردية. أما البند /93/ فتطرق إلى حماية الأقليات والتجارة الحرة في أرمينيا وتضمن:”تقبل أرمينيا وتوافق على إن تتضمن معاهدة تعقدها مع الدول الحليفة الرئيسة ما قد تراه هذه الدول ضرورياً من نصوص لحماية سكان تلك الدولة ممن يختلفون عن غالبية السكان من حيث العرق أو اللغة أو الدين.
وتقبل أرمينيا كذلك وتوافق على أن تتضمن معاهدة تعقدها مع الدول الحليفة الرئيسة ما قد تراه هذه الدول ضرورياً من نصوص لحماية حرية الترانزيت والمعاملة المتساوية لتجارة الدول الأخرى.
كما تم التطرق إلى وضع الأرمن والكرد في القسم المخصص لحقوق الأقليات في البنود من 140 وحتى 151 وأهم بنود هذا القسم هو البند 145 والذي وإن لم يسم الكورد أو الأرمن بالاسم إلا أن الإشارة إلى الشعبين كان واضحاً وتضمن: “أن جميع الرعايا في الدولة التركية سواسية في نظر القانون، ويتمتعون بالحقوق المدنية والسياسية ذاتها من غير تمييز في العرق أو اللغة أو الدين.
إن الاختلاف في الدين أو المذهب أو الطائفة لا يسيء إلى أي مواطن في تركيا فيما يتعلق بالتمتع بالحقوق المدنية  أو السياسية، كالاستخدام والتعيين في الوظائف العامة أو الألقاب أو ممارسة المهن والصناعات.
وخلال سنتين من بدء العمل بهذه المعاهدة، تقدمت الحكومة التركية إلى الدول الحليفة بمشروع قانون للانتخابات على أساس مبدأ التمثيل النسبي للأقليات العرقية.
لا يفرض أي قيد على استعمال الرعية التركية الحر لأي لغة في الأحاديث الخاصة أو التجارة أو الدين أو الصحافة أو المطبوعات من أي نوع كان أو في الاجتماعات العامة. وتعطى تسهيلات مناسبة للرعايا الأتراك الذين لا يتكلمون التركية لاستعمال لغتهم الخاصة  شفاهاً أو كتابةً أمام المحاكم).
وقد سميت هذه المعاهدة بمعاهدة سيفر نسبة إلى مدينة سيفر الفرنسية القريبة من باريس، والتي تم التوقيع عليها في 10-آب-1920م بين إنكلترا وفرنسا وإيطاليا واليابان وبلجيكا واليونان ورومانيا وبولونيا والبرتغال وجيكوسلوفاكيا ويوغسلافيا والحجاز وأرمينيا من جهة، والإمبراطورية العثمانية من جهة أخرى”.[2]
وفي هذا الصدد يتحدث المؤرخ الكردي ملا حسن كرد-حسن هشيار:
“في عام 1920م عند انعقاد مؤتمر “سيفر” كانت الهيئة القومية الكوردية التي يترأسها شريف باشا تشترك في الجلسات والاجتماعات وفي الوقت نفسه كان البرلمان التركي يحاول جاهداً إفراغ هذه الهيئة من مضمونها، وكان يتصل برقياً بأعوانه وتابعيه والبرلمانيين في استانبول لهذا الغرض لتقديم مذكرات باسم الكورد ينفون فيها أن يكون شريف باشا ممثلاً أو وكيلاً عن الأكراد. وهم أبرياء منه ومن رفاقه… وأن الكورد والأتراك إخوة وليس في نيتهم الانفصال عن إخوتهم.”.
في هذه الفترة اجتمع والي “بيليس” و “سليمان صبري باشا” من وجهاء المنطقة في مدينة “وان” ووجّها الدعوة إلى كبار المنطقة ووجهائها للاجتماع في “وان” والتوقيع على مضمون تلك “المذكرة” الآنفة الذكر. وكان قد حضر هذا الاجتماع: خالد بك حَسَني وكور حسين باشا الحيدري وحاج موسى بك خوتي ولكنهم امتنعوا عن التوقيع، فجرى بسبب ذلك جدل بينهم وبين الشيخ عبد الإله الكفري ويغضب الشيخ عبد الإله الكفري ويسخط عليهم وكأنهم يؤيدون قيام دولة أرمنية[3].
معاهدة “سيفر” حدث تاريخي مهم من تاريخ القضية الكردية، فهذه هي المرة الأولى التي تعرض فيها القضية الكوردية وكردستان على بساط البحث والتداول في العالم بشكل رسمي. ولاسيما حق تقرير المصير وحق الكورد الذي أعلن عنه في المواثيق والمعاهدات الدولية. ولكن “كمال أتاتورك” قابل هذا القرار بالرفض: “إن هذا القرار الصادر عن المعاهدة أشبه بالحكم على تركيا بالإعدام”.
وكان يحاول بشتى الوسائل إلغاء هذا القرار. غير أن هذا القرار لم يأت بطائل وذهب سدى، وألقيت الوعود والمواثيق تحت الأقدام.
ولم يكد العام ونصف العام ينصرمان حتى عاد التفكير في العودة إلى الماضي. ويبدو أن هذا الأمر كان مرضياً بريطانيا وفرنسا، وإيطاليا. وفي 25/كانون الثاني/1920م عقد المجلس الأعلى لدول التحالف وصدر القرار باستدعاء مندوب حكومة انقرا، لإشراكه في المؤتمر. ثم خرجت هذه الدول المتحالفة من المؤتمر-بعد هذه الخطوة- بقرارعن أوضاع تركيا الجديدة .
بعد هذه الفترة من الزمن تبدأ حركة طلاب الحرية بين أبناء الشعب الكردي. وهذه المعاهدة تستحق الاهتمام والدراسة وكتابة بحث مستفيض عنها.
-انعقد مؤتمر سيفر في 12/آب/1920م، واليكم النص الكامل للمواد المتعلقة بكردستان:
المادة رقم (62):
على اللجنة الثلاثية التي ستزور اسطنبول، والمؤلفة من عضوية ممثلي الحكومات البريطانية والفرنسية والإيطالية، خلال ستة أشهر بدءاً من سريان مفعول هذه الاتفاقية، التحضير لتأسيس حكم ذاتي للمناطق ذات الأغلبية الكردية، والتي تمتد من شرق الفرات إلى الحدود الجنوبية لأرمينيا، والتي يجب أن تسوى فيما بعد مع شمال الحدود السورية- التركية، وما بين النهرين طبقاً للوصف الوارد في البند (27)، الفقرة الثانية والثالثة، وفي حال عدم توافر اتفاق بالاجتماع بخصوص اية مسألة بين الأعضاء، سوف ترفع الأخيرة من قبل أعضاء اللجنة لحكوماتهم التي يمثلونها، ويجب أن يحتوي المشروع على ضمانات كافية لحقوق الآشوريين وغيرهم من الأقليات العرقية، والطوائف الدينية، داخل هذه المناطق- ولهذا الهدف، على اللجنة التي ستضم ممثلي بريطانيا وفرنسا وايطاليا، ممثلين عن الفرس والأكراد، زيارة الأماكن عند اللزوم، وإقرار التعديلات الضرورية على الحدود التركية في المناطق التي تلامس حدود إيران- حسب بنود الاتفاقية الحالية.
المادة رقم (63):
تلتزم الحكومة العثمانية من الآن فصاعداً بالاعتراف وبتطبيق مقررات كلتا اللجنتين المنبثقتين حسب المادة (62)، خلال ثلاثة أشهر من وقت إبلاغها الذي يجب أن يتم بالضرورة.
المادة رقم (64):
في حال لجوء السكان الكورد المشار إلى مناطقهم في المادة (62) من هذه الاتفاقية، في فترة سنة منذ سريان مفعول الاتفاقية، إلى مجلس عصبة الأمم، مشيرين إلى أن غالبية سكان هذه المناطق ترغب بالاستقلال من تركيا، وإذا وجد المجلس وقتها بأن السكان مؤهلون لهذا الاستقلال فإنه سيقترح منحه لهم، وعندئذٍ تلتزم تركيا اعتباراً من ذلك التاريخ، بالتقيد بهذا الاقتراح، وبالتخلي عن اية حقوق وامتيازات لها في هذه المناطق، وتكون تفاصيل إجراءات التخلي هذه، مادة لمعاهدة خاصة بين دول الحلفاء الأساسية وتركيا، وإذا طبق هذا التخلي في الواقع ولم تقدم دول الحلفاء العظمى الأساسية أية اعتراضات ضد إلحاق الأكراد، القاطنين في ذلك القسم من كردستان، الذي يدخل حتى الآن ضمن ولاية الموصل، فلا مانع من إلحاقهم بهذه الدولة الكوردية المستقلة.
تبين فيما بعد أن البنود الواردة في هذه المعاهدة لم تكن الغاية منها الاعتراف بالحقوق الكردية، بل كان هدفها تقسيم كوردستان وتجزئتها، ثم احتلالها والاستفادة من ” بترولها “، وفي الحقيقة لقد كانت كوردستان دائماً ضحية أمرين : إستراتيجيتها وموقعها المهم منذ مئات السنين وثروة أراضيها ولا سيما بعد اكتشاف البترول فيها فصارت مطمعاً للدول الاستعمارية والإحتلالية.
   لم تكتب الحياة لمعاهدة ” سيفر ” بدأت اليونان ــ أول مرة ــ تحارب الأتراك من الغرب. رفض الأتراك بنود المعاهدة خرج مصطفى كمال إلى الأناضول وكردستان واستطاع أن يخدع الكورد مرة أخرى، حارب الكورد والأتراك ــ جنباً إلى جنب ــ تلك التي تقاسمت تركة الدولة العثمانية بموجب بنود معاهدة “سيفر” خرجت تركيا من معركة التحرر. لذلك رفض الأتراك الإذعان لفحوى المعاهدة، وبعد الانتهاء من الحروب وقع الأتراك مع تلك الدول وثيقة  “معاهدة لوزان” التي سمحت للأتراك تأسيس جمهورية تركية على أرض الدولة العثمانية.
مؤتمر لندن عام 1921م:
في شهر شباط من عام 1921م عقد مؤتمر في مدينة “لندن” كانت الغاية منه استكمال البحث في بعض المسائل المعلقة التي لم توضع لها الحلول بعد، من هذه المسائل، القضية الكردية. وبشيء من الخجل والتخاذل وضع المتحالفون المسألة الكوردية موضع البحث ولكن الحكومة التركية رفعت النقاب عن وجهها وأصرت على أن هذه المسألة شأن داخلي وسوف يكون الحل داخلياً وقالت: “إن الأتراك والأكراد أخوة يعيشون معاً”، وهذه العبارة ومثيلاتها ألجمت أفواه المتحالفين وزعزعت موقفهم وكشفت المستور وفي الوقت الذي كان يعقد فيه مؤتمر لندن، كانت حكومة أنقرا تبرم اتفاقيات دولية، وهي التي اعترفت بالحكومة التركية الجديدة بصفتها دولة حديثة وأعلنت إلغاء جميع المعاهدات التي أبرمت مع حكومة “الأستانة”.
في السادس عشر من شهر آذار عام 1921م تم التوقيع على اتفاقية بين الاتحاد السوفياتي وبريطانيا، وبعد ذلك في 20 تشرين الأول عام 1921م أبرمت معاهدة “أنقرا” بين فرنسا والكماليين. وفي شباط عام 1921م عقدت اتفاقية بين دول التحالف لدعوة حكومة أنقرا لحضور مؤتمر “لندن” وكان هذا المؤتمر بداية الاعتراف بالحكومة التركية ونشوء علاقات سياسية بالدول الغربية. وبعد التوقيع على هذه المعاهدة بدا مصير القضية الكوردية ظاهراً للعيان.
وفي العراق في شهر آب من عام 1921م تقرر الانتداب. وتعيّن تنصيب “فيصل” ملكاً على بغداد، إلا أنّ الخصومة والخلافات لم تنته بين العرب وبين الكورد وكانت الخلافات تستفحل وتتفاقم يوماً بعد يوم. ولهذا أعادت بريطانيا في شهر تشرين الأول من عام 1922م الشيخ محمود البرزنجي من الهند ومكّنته من تسنم سدة الرئاسة في رقعة ضيقة من كوردستان ذات “حكم ذاتي” إلا أن الانكليز حاولوا ربط هذه الحكومة المتمتعة بالحكم الذاتي، بالحكومة العراقية في عام 1923م، بيْد أن الشيخ محمود البرزنجي رفض الفكرة وتصدى لهذا الإجراء فتجددت المعارك بينه وبين الانكليز. وفي النهاية أقرت الأمم المتحدة إبقاء العراق تحت الانتداب الانكليزي وربط كوردستان الجنوبية بالحكومة المركزية العراقية.

[1] -تقع بلدة سيفر جنوب غرب العاصمة الفرنسية باريس، اشتهرت بصناعة الخزف، التي أنشأها الملك الفرنسي لويس الخامس عشر أولا في مدينة فنسين، ثم نقلت إلى سيفر عام 17566م، تم التوقيع فيها على المعاهدة التي سميت باسمها. هامش (عثمان)،الكرد والأرمن..ص87.
[2] -فارس عثمان، الكورد والأرمن. وكذلك د.(مظهر) كردستان….ص344.
[3]– في عام 1928م بعد أن قفل الشيخ عبد الإله الكفري راجعاً من المنفى صرح قائلاً في اجتماع المنفيين الذين أبعدوا إلى استانبول بأنه كان على خطأ في ذلك الوقت.
June 14, 2017

أسباب نقض الوعود ونبذ المعاهدات مع الاكراد

أسباب نقض الوعود ونبذ المعاهدات:

DSC_0010
أسباب نقض الوعود ونبذ المعاهدات:
نعتقد أن أسباب نكران العهود والاتفاقيات هي كالتالي:
-خشية الدول الأوروبية وعلى الأخص بريطانيا أن يقوم الشيوعيون في الاتحاد السوفياتي باستغلال الموقف العدائي بين الكماليين والأوربيين والسيطرة على المنطقة ووضعها تحت نفوذها وسد السبل أمام الأوربيين لدخولها.
-كان الأتراك مقبلين على تأسيس دولة جديدة متطورة متماسكة تزداد انتعاشاً على يد الكماليين بعيداً عن الأنظمة العثمانية المتخلفة.
-ثم تراجع الأوربيين وانسحابهم من معاهدة “سيفر” وتناسي الكورد وإهمال شأنهم في معاهدة “لوزان” التي نسجت خيوطها لصلاح ومطالب الأتراك. حيث وجد الأوروبيون أن مكاسبهم موجودة لدى الأتراك وليس لدى الأكراد. لم يفِ الأوروبيون بوعودهم للأكراد ولكنهم باعوهم في سوق الاحتلال بثمن بخس.
-كان مصطفى كمال “أتاتورك” منسجماً مع خطط الدول المتحضرة، واعياً لما يجري حوله. ولهذا استطاع أن يلغي معاهدة “سيفر” بفطنته ودهائه.
-لأسباب وظروف ذاتية وموضوعية في كوردستان لم يكن الكورد مهيئين ومؤهلين سياسياً يستطيعون مسايرة المشاريع والخطط التي تحيط بهم. ومهما يكن من شيء فقد كانت لنا نواقص وأخطاء.
بعد الحرب العالمية الأولى ثابر الكورد كبقية الشعوب المغلوبة على أمرها ــ على كفاحهم ونضالهم في نشدان حريتهم ونيل استقلالهم ــ وفي فترة ما بين الحربين العالميتين انتفضوا وثاروا على المحتلين، أما العدو فقد مارس جميع أساليب القهر والاضطهاد والقتل لإخماد نار هذه الثورات وإسكات الأصوات المطالبة بالحرية، وفي هذه الظروف كُتبت صفحة جديدة في تاريخ الأكراد. ولكن الأعداء تقاسموا كوردستان لضرب الانتفاضات وتشتيت الشعب الكردي. ولكن النضال الكردي كان يقوى ويشتد مع مرور الزمن ومنذ ذلك الوقت لم يعد النضال الكردي مقتصراً على مقارعة الأعداء الإقليميين، لأن الإنكليز والفرنسيين وضعوا اليد على أرض كوردستان وتقاسموها.
June 14, 2017

الدين عند الميديين ” عقيدة الميديين ” :

الدين عند الميديين ” عقيدة الميديين ” :

kurdistanflag2[1] - Copie
الدين عند الميديين ” عقيدة الميديين ” :
كان الميديون زرادشتيين، وكان زرادشت نبيّ الكورد والايرانيين، وقد كان مولده قرب مدينة ” أورميا ” عام 660 ق.م واعتنق آنذاك ــ الميديون الزرادشتية” وأفستا” ــ هو الكتاب المقدس الزرادشتي الذي كان مدوّناً على جلود بعض الحيوانات.
في الديانة الزرادشتية ركنان أساسيان هما : النور والظلام، لذلك كان النور في الزرادشتية تجسيداً للخير والحياة والصدق. والشمس والنار هما رمزان للنور. والظلام والليل، والموت والخداع والنفاق معانٍ للشر. ولهذا السبب فإن الكورد حتى الآن يرون الصدق والسخاء وإكرام الضيف والنظافة عادات حسنة لابد منها.  والشمس والنور يمن وبركة، القتل والغدر والحروب أمور سيئة وشريرة وهذان الأمران : النور والظلام ضدان متنافران دائماً، يعتقد الكورد أن ” اليزيدية ” منبثقة عن ” الزرادشتية “، إلا أن اليزيدين أمعنوا في الزرادشتية تحريفاً وتحويراً وتبديلاً. وعند ظهور الدين الإسلامي لم يتقبل الكورد هذا الدين الجديد. … ولم يتقبلوه بسهولة فيما بعد، ولكنهم اضطروا إلى اعتناقه بعد انتشاره وبعد أن تقبله جيرانهم. وعلى الرغم من أن الكورد قد انصرفوا عن الديانة الزرادشتية منذ أكثر من ألف عام فما زال بينهم رجال دين معتنقون الزرادشتية، والأكراد المسلمون ــ حتى الآن ــ مازالوا ينظرون إلى الشمس والنار نظرة تقديس ويحلفون بهما، وعيد ” نوروز ” في الحقيقة تتصل جذورها بالديانة الزرادشتية. والنار التي توُقد في يوم ” النوروز ” ترمزإلى الحرية والنور، وشخصية كاوا رمز للمناهضة والنتفاضة.

ــ الكاردوكKarduk  :
في عام 400 ــ 401 ق.م مر القائد الأغريقي “كزينوفون” من بلاد الأكراد، وذكر في كتابه “رحلة عشرة آلاف” “آناباس” عن الكاردوك وبلادهم، أكد جميع المؤرخون والآثاريون بأن الكاردوك هم أكراد والكاردوكا هي بلادهم كوردستان ، تعتبر هذه أول وثيقة تاريخية تُذكر فيها أسم الكورد وكردستان في التاريخ، كما يؤكد ” كزينوفون ” بأن كاردوكا بلاد كاردوك تبدأ من جهة الشرق نهر دجلة حتى جبل جودي وبحيرة ” أورميا ” وكانوا جيران الأرمن والإيرانيين وهم مقاتلون أشداء ورماة بارعون.
وهذه الوثيقة ” الكاردوك وبلادهم ” مترجمة عن اللغة اليونانية إلى الكوردية من قبل العلامة جلادت بدرخان وهي لـ”كزينوفون ” اليوناني يتكلم عن الكاردوك ننشرها باختِّصار.
                                    “الكاردوك وبلادهم”
“ولأن اليونانين كانوا عاجزين عن عبور نهر ” دجلة ” توجهوا إلى جبال بلاد ” الكاردوك ” وكانت خطتنا المرسومة هي أن نغادر الأراضي المنبسطة إلى المرتفعات الجبلية قبل وصول الأعداء إليها، ولما انصرم من الليل هزيعه الأخير كنا على وشك الخروج من السهول. أصدرنا الأمر بالرحيل ثم بلغنا الجبال مع طلوع النهار، ولما أحسَّ الـ “كاردوك ” بمقدمنا خرجوا من قراهم.  وذهبوا صعداً في الجبال مع نسائهم وذراريهم، وفي قراهم عثرنا على كثير من الأقوات والذخائر وقد كانت بيوت ” الكاردوك ” مطلية بالكلس ومزينة بالأواني النحاسية والبرونزية، لكن اليونانين لم يمسوها بسوء، ولم يلاحقوا أو يطاردوا ” الكاردوك ” الفارين الذين تركوا قراهم لأننا كنا نقول :
” لو أحسنا التعامل معهم فربما خرجنا من بلادهم دون متاعب أو شغب وتجاوزنا أرضهم بطريقة سلمية وودية “.  وقد كانوا أعداء لشاه العجم.  كانت الطرق الجبلية وشعابها شديدة الوعورة فكنا عاجزين عن الخروج منها، فقال ” كزينوفون ” لـ ” كسيريسوف ” : معي شخصان أسيران وهما من أهل هذه المنطقة تستطيع الاستفسار منهما والاستعانة بهما.
جيء بالأسيران وفرّق بينهما، سئل الأول إن كان يعرف طريقاً آخر فأنكر أن تكون له معرفة بأي طريق آخر وأصر على إنكاره فذُبح على مرأى من رفيقه الأسير الآخر، فلما ألقى عليه السؤال نفسه وعد اليونانين إن يمضي معهم في أراض سهلة المسالك، طريق يمكن للدواب أن تسلكه بسهولة، وفهم من أقوال الدليل ” الأسير ” أنّ أمامهم تلا فإذا أحسّ بهم الكاردوك وسبقوهم إلى صعود التل فلن يستطيع اليونانيون العبور إزاءه.
كانت الشمس تميل إلى الغروب فصدرت الأوامر إلى رجال ” المغاوير ” وبعد تناول العشاء خرجوا يرافقهم الأسير موثقاً، وكانت مهمة الفدائيين أن يصلوا ليلاً إلى التل والمكوث حتى الصباح، وان يرسلوا ــ عند الفجر ــ الإشارة للفيلق اليوناني لمهاجمة الأعداء الذين كانوا يحتلون الطريق العام وعندئذٍ ستنضم الفيالق الأخرى إلى الفيلق المهاجم، ظل الـ ” كاردوك ” في كنف التل حتى الصباح ثم خرجوا منهم بهدوء وسكينة، كان الضباب ينسدل على الأرض فما كان اليونانيون يبيتون للكاردوك ولا الكاردوك لليونانين، اقترب اليونانيون من الـ ” كاردوك ” ثم صدرت أصوات النفير وهاجموا الكاردوك منذرين متوعدين فلم يصمدوا فتركوا مواقعهم وفروا ولما كانوا عدّائين أشداء استطاعوا النجاة بفضل أرجلهم ولم يُقتل منهم إلا عدد قليل جداً. فلمَ سمع ” كسريسون ” صوت النفير تقدم بجنوده على الطريق العام، أمّا الضباط الآخرون فساروا في الدروب التي تظهر أمامهم، كان كل واحد يقصد صعود الجبل بطريقة، كان البعض يُدْلون رماحهم لرفاقهم ويجرونهم، إن الطريق الذي سلكنا عليه وسارت عليه دوابنا وأجمالنا كانت أفضل من سائر الطرق، وعليه سار ” كزينوفون” بجنوده وعتاده ودوابه ورواحله.
كان هذا الطريق يمر بالقرب من تلة يحتلها العدو ولكن كزينوفون لم يكن قادراً على تغيير خط سيره، لأن الدواب والأجمال كانت عاجزة عن المسير في طريق آخر. فتشجع اليونانيون وهاجموا ولكنهم لم يحاصروا أو يطوقوا التل من جميع أطرافه وتركوا مكاناً لخروج العدو وفراره، فخرج ” الكاردوك ” من التل دون مقاومة وتقهقروا إلى الوراء، فسار جميع جنودنا بإزاء التل، كان في مقدمة التل مكان حصين اعتصم به ” الكاردوك “. اقترب منه كزينوفون فتركه الكاردوك فظن اليونانيون أنهم قد قهروا أعداءهم، وأن الكاردوك قد ألقوا سلاحهم، كانوا يخادعون اليونانين، لم يكن الكاردوك قد هُزموا، فقد كانوا يتظاهرون بالهزيمة ليلتقوا باليونانين من الطرف الآخر، أصدر كزينوفون الأمر إلى جنده ليسير ببطء حتى يتسنى للجنود الآخرين اللحاق بهم، وعند التئام شمل الجنود كان ينبغي لهم أن يخرجوا إلى السهول واقتحام جبهات القتال، وقبيل تنفيذ الأمر ظهر أركسكوراس أمام كزينوفون بغتةً وأنبأه أن الكاردوك أغاروا عليهم وأخرجوهم من التل، وبعد أن انتصر الكاردوك على يونانيي الجبل، بدأوا يحتلون التلال الصغيرة الأخرى حتى وصلوا إلى الطريق الذي كان يقيم عليه كزينوفون نفسه فاضطر كزينوفون إلى مخاطبة الكاردوك بواسطة ترجمان طالباً منهم معاهدة سلام بينهما حتى يتسنى لليونانيين دفن قتلاهم فلبى الكاردوك دعوة اليونانيين مقابل أن يكف اليونانيون عن حرق قرى الكاردوك فرضي كزينوفون بهذا الشرط، وصل الجنود المتخلفون إلى رفاقهم الذين كانوا قد وضعوا أسلحتهم ــ وفجأة تنادى الكاردوك وصرخوا حتى وصلوا إلى المكان الجبلي الذي لم يكن قد نزل منه كزينوفون بعد، وعندئذٌ دحرجوا الحجارة على اليونانيين، كان الجندي الذي يحمل ترس كزينوفون قد صار بعيداً عنه فأسرع أحد الرماة ووضع ترسه أمام كزينوفون حتى سارا تحت حماية ترس واحد ووصلا إلى الجيش. تقهقر اليونانيون أمام الكاردوك ثم تجمعوا ودخلوا المنازل المليئة بالزاد والطعام حيث وُجد فيها مناهل للشرب.
لقد كان الكاردوك رماة بارعين في التسديد كان طول قسيّهم مقدار ذراعين ونصف ذراع وكان طول سهامهم قرابة ذراع ونصف، كانوا حين يطلقون سهامهم كانوا يجلسون معتمدين على الرجل اليسرى ويسحبون السهم باتجاههم نحو الأسفل،  كانت سهامهم تخترق دروعنا وتروسنا، كان اليونانيون إذا وقعت سهام الكاردوك بين أيديهم شددوا إليها سيراً من الجلد واحتفظوا بها وكأنها هدية “.
الكورد في العهد المسيحي
ظهرت الديانة الزرادشتية قبل ستمائة عام من ميلاد المسيح فآمن بها الكورد والإيرانيون  واعتنقوها طواعية، وبعد ظهور ” المسيحية ” بأعوام وانتشارها و وصولها إلى المنطقة اعتنقها ” الأرمن ” عن طيبة نفس ومن ناحية أخرى اعتنقها الرومانيون وبسبب حروب الاسكندر رزح الكورد وكردستان أعواماً مديدة تحت الهيمنة الرومانية.
لم يكن انتشار ” المسيحية ” بين الكورد واسعاً، إذ حافظوا على ديانتهم ” الزرادشتية “، أما الكورد الذين اعتنقوا الديانة  المسيحية فكانوا قلة، يقول ماركو بولو: ” كان للأكراد المسيحين وجود في جبل الموصل ومازال حتى اليوم وجود للمسيحيين الكورد وجود في كردستان، كما للأرمن المسيحين والأشوريين المسيحين وجود في كردستان، ولكن الكورد لا ينظرون إليهم من حيث القوميات التي ينتمون إليها، ويطلقون على الجميع اسم ” فِلَّهْ File” أي المسيحي.

 الكورد في العهد الإسلامي :
 إن المدقق في تاريخ الكورد يجده مبهماً يكتنفه الغموض في فترة زهاء 700 سبعمائة عام قبل ميلاد المسيح وحتى ظهور الإسلام كأنما ضُرب عليه حجاب فما يُعرف عنه شيء، ولكن يميل بنا الظن أن الكورد عاشوا في نظام عشائري أو في جماعات وتكتلات ضيقة وصغيرة واستمروا في حياتهم اليومية.
عندما انتشرت الديانة الإسلامية في المنطقة وقُويت شوكتها رغب الكورد في الحفاظ على ديانتهم القديمة ولكن الجيوش العربية الجرارة كانت تَغير على كوردستان  بقسوة وضراوة، وجرت معارك شرسة بين الكورد والعسكر الإسلامي وفي عهد الخليفة عمر بن الخطاب احتلت فيالق الجيش الإسلامي ” الموصل ” و ” أرمينيا ” و ” ماردين ” و ” دياربكر ” ومدينة  ” الرها ” ووصلت هذه الفيالق إلى ” ملاطيا “وفي غضون أعوام 639 م و 644 م توجهت الجيوش الإسلامية إلى  ” كوردستان  الشرقية ” و ” إيران ” وبعد عام 730 م كان الجيش الإسلامي قد احتل كافة أرجاء كوردستان  وعاث فساداً في أرض كردستان، ولم يبق على أيّ أثر من آثارالحضارة الكردية، ومدينتها حرقاً وتدميراً وبعثرة، وفي خاتمة المطاف أسلم القسم الأعظم من الأكراد، وبعد أن اعتنقوا الدين الإسلامي بدأوا يبتعدون عن ” إيران ” و ” الروم ” ثم تقربوا من العرب وخضعوا لسلطانهم.
ولكن الكورد ــ في كنف الاحتلال العربي ــ نفذوا كثيراً من الانتفاضات، وأسسوا إمارات ودولاً محلية صغيرة، وفي العهد العباسي عام 774 م شن الـ ” هرزميون ” حرباً واسعة على كوردستان  الجنوبية فدمروا وقتلوا ونهبوا كل ما وصلت إليه أيديهم.

PropellerAds
RAW Paste Data