الدين عند الميديين ” عقيدة الميديين ” : - Document Heikal

Post Top Ad

Search This Blog

Total Pageviews

Wednesday, June 14, 2017

الدين عند الميديين ” عقيدة الميديين ” :

الدين عند الميديين ” عقيدة الميديين ” :

kurdistanflag2[1] - Copie
الدين عند الميديين ” عقيدة الميديين ” :
كان الميديون زرادشتيين، وكان زرادشت نبيّ الكورد والايرانيين، وقد كان مولده قرب مدينة ” أورميا ” عام 660 ق.م واعتنق آنذاك ــ الميديون الزرادشتية” وأفستا” ــ هو الكتاب المقدس الزرادشتي الذي كان مدوّناً على جلود بعض الحيوانات.
في الديانة الزرادشتية ركنان أساسيان هما : النور والظلام، لذلك كان النور في الزرادشتية تجسيداً للخير والحياة والصدق. والشمس والنار هما رمزان للنور. والظلام والليل، والموت والخداع والنفاق معانٍ للشر. ولهذا السبب فإن الكورد حتى الآن يرون الصدق والسخاء وإكرام الضيف والنظافة عادات حسنة لابد منها.  والشمس والنور يمن وبركة، القتل والغدر والحروب أمور سيئة وشريرة وهذان الأمران : النور والظلام ضدان متنافران دائماً، يعتقد الكورد أن ” اليزيدية ” منبثقة عن ” الزرادشتية “، إلا أن اليزيدين أمعنوا في الزرادشتية تحريفاً وتحويراً وتبديلاً. وعند ظهور الدين الإسلامي لم يتقبل الكورد هذا الدين الجديد. … ولم يتقبلوه بسهولة فيما بعد، ولكنهم اضطروا إلى اعتناقه بعد انتشاره وبعد أن تقبله جيرانهم. وعلى الرغم من أن الكورد قد انصرفوا عن الديانة الزرادشتية منذ أكثر من ألف عام فما زال بينهم رجال دين معتنقون الزرادشتية، والأكراد المسلمون ــ حتى الآن ــ مازالوا ينظرون إلى الشمس والنار نظرة تقديس ويحلفون بهما، وعيد ” نوروز ” في الحقيقة تتصل جذورها بالديانة الزرادشتية. والنار التي توُقد في يوم ” النوروز ” ترمزإلى الحرية والنور، وشخصية كاوا رمز للمناهضة والنتفاضة.

ــ الكاردوكKarduk  :
في عام 400 ــ 401 ق.م مر القائد الأغريقي “كزينوفون” من بلاد الأكراد، وذكر في كتابه “رحلة عشرة آلاف” “آناباس” عن الكاردوك وبلادهم، أكد جميع المؤرخون والآثاريون بأن الكاردوك هم أكراد والكاردوكا هي بلادهم كوردستان ، تعتبر هذه أول وثيقة تاريخية تُذكر فيها أسم الكورد وكردستان في التاريخ، كما يؤكد ” كزينوفون ” بأن كاردوكا بلاد كاردوك تبدأ من جهة الشرق نهر دجلة حتى جبل جودي وبحيرة ” أورميا ” وكانوا جيران الأرمن والإيرانيين وهم مقاتلون أشداء ورماة بارعون.
وهذه الوثيقة ” الكاردوك وبلادهم ” مترجمة عن اللغة اليونانية إلى الكوردية من قبل العلامة جلادت بدرخان وهي لـ”كزينوفون ” اليوناني يتكلم عن الكاردوك ننشرها باختِّصار.
                                    “الكاردوك وبلادهم”
“ولأن اليونانين كانوا عاجزين عن عبور نهر ” دجلة ” توجهوا إلى جبال بلاد ” الكاردوك ” وكانت خطتنا المرسومة هي أن نغادر الأراضي المنبسطة إلى المرتفعات الجبلية قبل وصول الأعداء إليها، ولما انصرم من الليل هزيعه الأخير كنا على وشك الخروج من السهول. أصدرنا الأمر بالرحيل ثم بلغنا الجبال مع طلوع النهار، ولما أحسَّ الـ “كاردوك ” بمقدمنا خرجوا من قراهم.  وذهبوا صعداً في الجبال مع نسائهم وذراريهم، وفي قراهم عثرنا على كثير من الأقوات والذخائر وقد كانت بيوت ” الكاردوك ” مطلية بالكلس ومزينة بالأواني النحاسية والبرونزية، لكن اليونانين لم يمسوها بسوء، ولم يلاحقوا أو يطاردوا ” الكاردوك ” الفارين الذين تركوا قراهم لأننا كنا نقول :
” لو أحسنا التعامل معهم فربما خرجنا من بلادهم دون متاعب أو شغب وتجاوزنا أرضهم بطريقة سلمية وودية “.  وقد كانوا أعداء لشاه العجم.  كانت الطرق الجبلية وشعابها شديدة الوعورة فكنا عاجزين عن الخروج منها، فقال ” كزينوفون ” لـ ” كسيريسوف ” : معي شخصان أسيران وهما من أهل هذه المنطقة تستطيع الاستفسار منهما والاستعانة بهما.
جيء بالأسيران وفرّق بينهما، سئل الأول إن كان يعرف طريقاً آخر فأنكر أن تكون له معرفة بأي طريق آخر وأصر على إنكاره فذُبح على مرأى من رفيقه الأسير الآخر، فلما ألقى عليه السؤال نفسه وعد اليونانين إن يمضي معهم في أراض سهلة المسالك، طريق يمكن للدواب أن تسلكه بسهولة، وفهم من أقوال الدليل ” الأسير ” أنّ أمامهم تلا فإذا أحسّ بهم الكاردوك وسبقوهم إلى صعود التل فلن يستطيع اليونانيون العبور إزاءه.
كانت الشمس تميل إلى الغروب فصدرت الأوامر إلى رجال ” المغاوير ” وبعد تناول العشاء خرجوا يرافقهم الأسير موثقاً، وكانت مهمة الفدائيين أن يصلوا ليلاً إلى التل والمكوث حتى الصباح، وان يرسلوا ــ عند الفجر ــ الإشارة للفيلق اليوناني لمهاجمة الأعداء الذين كانوا يحتلون الطريق العام وعندئذٍ ستنضم الفيالق الأخرى إلى الفيلق المهاجم، ظل الـ ” كاردوك ” في كنف التل حتى الصباح ثم خرجوا منهم بهدوء وسكينة، كان الضباب ينسدل على الأرض فما كان اليونانيون يبيتون للكاردوك ولا الكاردوك لليونانين، اقترب اليونانيون من الـ ” كاردوك ” ثم صدرت أصوات النفير وهاجموا الكاردوك منذرين متوعدين فلم يصمدوا فتركوا مواقعهم وفروا ولما كانوا عدّائين أشداء استطاعوا النجاة بفضل أرجلهم ولم يُقتل منهم إلا عدد قليل جداً. فلمَ سمع ” كسريسون ” صوت النفير تقدم بجنوده على الطريق العام، أمّا الضباط الآخرون فساروا في الدروب التي تظهر أمامهم، كان كل واحد يقصد صعود الجبل بطريقة، كان البعض يُدْلون رماحهم لرفاقهم ويجرونهم، إن الطريق الذي سلكنا عليه وسارت عليه دوابنا وأجمالنا كانت أفضل من سائر الطرق، وعليه سار ” كزينوفون” بجنوده وعتاده ودوابه ورواحله.
كان هذا الطريق يمر بالقرب من تلة يحتلها العدو ولكن كزينوفون لم يكن قادراً على تغيير خط سيره، لأن الدواب والأجمال كانت عاجزة عن المسير في طريق آخر. فتشجع اليونانيون وهاجموا ولكنهم لم يحاصروا أو يطوقوا التل من جميع أطرافه وتركوا مكاناً لخروج العدو وفراره، فخرج ” الكاردوك ” من التل دون مقاومة وتقهقروا إلى الوراء، فسار جميع جنودنا بإزاء التل، كان في مقدمة التل مكان حصين اعتصم به ” الكاردوك “. اقترب منه كزينوفون فتركه الكاردوك فظن اليونانيون أنهم قد قهروا أعداءهم، وأن الكاردوك قد ألقوا سلاحهم، كانوا يخادعون اليونانين، لم يكن الكاردوك قد هُزموا، فقد كانوا يتظاهرون بالهزيمة ليلتقوا باليونانين من الطرف الآخر، أصدر كزينوفون الأمر إلى جنده ليسير ببطء حتى يتسنى للجنود الآخرين اللحاق بهم، وعند التئام شمل الجنود كان ينبغي لهم أن يخرجوا إلى السهول واقتحام جبهات القتال، وقبيل تنفيذ الأمر ظهر أركسكوراس أمام كزينوفون بغتةً وأنبأه أن الكاردوك أغاروا عليهم وأخرجوهم من التل، وبعد أن انتصر الكاردوك على يونانيي الجبل، بدأوا يحتلون التلال الصغيرة الأخرى حتى وصلوا إلى الطريق الذي كان يقيم عليه كزينوفون نفسه فاضطر كزينوفون إلى مخاطبة الكاردوك بواسطة ترجمان طالباً منهم معاهدة سلام بينهما حتى يتسنى لليونانيين دفن قتلاهم فلبى الكاردوك دعوة اليونانيين مقابل أن يكف اليونانيون عن حرق قرى الكاردوك فرضي كزينوفون بهذا الشرط، وصل الجنود المتخلفون إلى رفاقهم الذين كانوا قد وضعوا أسلحتهم ــ وفجأة تنادى الكاردوك وصرخوا حتى وصلوا إلى المكان الجبلي الذي لم يكن قد نزل منه كزينوفون بعد، وعندئذٌ دحرجوا الحجارة على اليونانيين، كان الجندي الذي يحمل ترس كزينوفون قد صار بعيداً عنه فأسرع أحد الرماة ووضع ترسه أمام كزينوفون حتى سارا تحت حماية ترس واحد ووصلا إلى الجيش. تقهقر اليونانيون أمام الكاردوك ثم تجمعوا ودخلوا المنازل المليئة بالزاد والطعام حيث وُجد فيها مناهل للشرب.
لقد كان الكاردوك رماة بارعين في التسديد كان طول قسيّهم مقدار ذراعين ونصف ذراع وكان طول سهامهم قرابة ذراع ونصف، كانوا حين يطلقون سهامهم كانوا يجلسون معتمدين على الرجل اليسرى ويسحبون السهم باتجاههم نحو الأسفل،  كانت سهامهم تخترق دروعنا وتروسنا، كان اليونانيون إذا وقعت سهام الكاردوك بين أيديهم شددوا إليها سيراً من الجلد واحتفظوا بها وكأنها هدية “.
الكورد في العهد المسيحي
ظهرت الديانة الزرادشتية قبل ستمائة عام من ميلاد المسيح فآمن بها الكورد والإيرانيون  واعتنقوها طواعية، وبعد ظهور ” المسيحية ” بأعوام وانتشارها و وصولها إلى المنطقة اعتنقها ” الأرمن ” عن طيبة نفس ومن ناحية أخرى اعتنقها الرومانيون وبسبب حروب الاسكندر رزح الكورد وكردستان أعواماً مديدة تحت الهيمنة الرومانية.
لم يكن انتشار ” المسيحية ” بين الكورد واسعاً، إذ حافظوا على ديانتهم ” الزرادشتية “، أما الكورد الذين اعتنقوا الديانة  المسيحية فكانوا قلة، يقول ماركو بولو: ” كان للأكراد المسيحين وجود في جبل الموصل ومازال حتى اليوم وجود للمسيحيين الكورد وجود في كردستان، كما للأرمن المسيحين والأشوريين المسيحين وجود في كردستان، ولكن الكورد لا ينظرون إليهم من حيث القوميات التي ينتمون إليها، ويطلقون على الجميع اسم ” فِلَّهْ File” أي المسيحي.

 الكورد في العهد الإسلامي :
 إن المدقق في تاريخ الكورد يجده مبهماً يكتنفه الغموض في فترة زهاء 700 سبعمائة عام قبل ميلاد المسيح وحتى ظهور الإسلام كأنما ضُرب عليه حجاب فما يُعرف عنه شيء، ولكن يميل بنا الظن أن الكورد عاشوا في نظام عشائري أو في جماعات وتكتلات ضيقة وصغيرة واستمروا في حياتهم اليومية.
عندما انتشرت الديانة الإسلامية في المنطقة وقُويت شوكتها رغب الكورد في الحفاظ على ديانتهم القديمة ولكن الجيوش العربية الجرارة كانت تَغير على كوردستان  بقسوة وضراوة، وجرت معارك شرسة بين الكورد والعسكر الإسلامي وفي عهد الخليفة عمر بن الخطاب احتلت فيالق الجيش الإسلامي ” الموصل ” و ” أرمينيا ” و ” ماردين ” و ” دياربكر ” ومدينة  ” الرها ” ووصلت هذه الفيالق إلى ” ملاطيا “وفي غضون أعوام 639 م و 644 م توجهت الجيوش الإسلامية إلى  ” كوردستان  الشرقية ” و ” إيران ” وبعد عام 730 م كان الجيش الإسلامي قد احتل كافة أرجاء كوردستان  وعاث فساداً في أرض كردستان، ولم يبق على أيّ أثر من آثارالحضارة الكردية، ومدينتها حرقاً وتدميراً وبعثرة، وفي خاتمة المطاف أسلم القسم الأعظم من الأكراد، وبعد أن اعتنقوا الدين الإسلامي بدأوا يبتعدون عن ” إيران ” و ” الروم ” ثم تقربوا من العرب وخضعوا لسلطانهم.
ولكن الكورد ــ في كنف الاحتلال العربي ــ نفذوا كثيراً من الانتفاضات، وأسسوا إمارات ودولاً محلية صغيرة، وفي العهد العباسي عام 774 م شن الـ ” هرزميون ” حرباً واسعة على كوردستان  الجنوبية فدمروا وقتلوا ونهبوا كل ما وصلت إليه أيديهم.

No comments:

Post a Comment

PropellerAds
RAW Paste Data